لم يتوقع مسؤولو فريق الجيش الملكي لكرة القدم، التدفق الكبير لممثلي وسائل الإعلام الوطنية المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية، الذي عرفه أول لقاء إعلامي يحتضنه المركز الرياضي بالمعمورة ضاحية سلا، عشية أمس الاثنين، وهي خطوة تأتي في إطار التغييرات العميقة التي شهدتها سياسة النادي في السنوات الأخيرة، بدء بالانفتاح على اللاعبين الأجانب في الفريق، والاستعانة بخدمات كفاءات مدنية غير منتمية لسلك الدرك الملكي في المكتب المسير للنادي، ثم المرور إلى البحث عن مستشهرين وعقد شراكات مع مؤسسات اقتصادية واجتماعية مستقبلا. ولم يخف مسؤولو الفريق العسكري ارتياحهم للأجواء التي مرت فيها الندوة الصحافية والحصة التدربية، التي شبه فيها الإعلاميون الحاضرون الإنزال الكبير لوسائل الإعلام بندوات ولقاءات المنتخب الوطني الأول، وهو الارتياح ذاته التي عبر عن الصحافيون الحاضرون بسبب الاحترافية الكبيرة التي تعامل بها عضوا اللجنة المنظمة اللذان عملا على إنجاح اول لقاء يعد تاريخيا، بعدما وقف الإعلاميون على أجواء التدريبات داخل المركز العسكري الذي ظلت ابوابه مغلقة في وجه "المدنيين" منذ تشييده.
وكشف مسؤول بارز داخل إدارة الجيش الملكي لكرة القدم، أن الأخيرة استهدفت من خلال مشروع اكاديمية الفريق، وإخراجها من منطقة المركز الرياضي العسكري بسلا، وذلك عبر وضع بوابة خاص بها وحدود مسيجة خاصة بها، انفتاح الفريق بشكل كامل على المجتمع المدني في إطار السياسة التي ينهجها الفريق في السنوات الأخيرة.
وقال المصدر ذاته في حديثه مع "لومتان سبورت" إن الفريق العسكري كان يجد حرجا كبيرا على مستوى الزيارات الخارجية من وسائل الإعلام، ووكلاء اللاعبين وأولياء أمور لاعبي الفئات الصغرى، الذين يرغبون في الخضوع للتجربة رفقة الفريق والانضمام إلى مركز تكوينه، إذ كان يتطلب ولوجهم للمركز العديد من الإجراءات الإدارية بسبب منطق التراتبية التي يعمل وفقها المركز العسكري، ما كان يعقد العديد من الأمور ويثير غضب المتعاملين مع الفريق الذين يضطرون للانتظار ازيد من 30 دقيقة في أحسن الأحول امام بوابة المركز حتى يسمح لهم بالدخول، وهو الامر الذي بات من الماضي بعد افتتاح الاكاديمية الجديد المتاخمة للمركز الرياضي العسكري، وتعتبر شبه منفصلة عنه ويتم العمل داخلها وفق منطق رياضي، بشكل عادي على غرار المعمول به في جميع الاكاديمية والأندية الرياضية الأخرى، وهو ما سيساهم في تسهيل العديد من معاملات الفريق مع محيطه سواء إذا تعلق الأمر بالإعلام او بالجمعيات وبالمواطنين عموما.